الرياض، المملكة العربية السعودية – أعلن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن المملكة قد حققت 32% من هدفها في أتمتة شبكات التوزيع، مع خطط لرفع النسبة إلى 40% بحلول نهاية عام 2025.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر السعودي للشبكات الذكية 2024 في نسخته الـ12 في الرياض، والذي ينعقد تحت شعار “الطاقة والاستدامة“. يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التطورات في أنظمة الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة.

إنشاء مراكز تحكم متطورة لتعزيز كفاءة الطاقة

تسعى وزارة الطاقة إلى إنشاء تسعة مراكز تحكم حديثة بحلول عام 2026، مزودة بتقنيات متطورة لمراقبة وإدارة شبكات الكهرباء في الوقت الفعلي. وكجزء من مبادرات رؤية السعودية 2030، تم تركيب أكثر من 11 مليون عداد ذكي منذ عام 2021، مما يعزز مراقبة استهلاك الطاقة ويشجع على كفاءة الاستخدام من خلال التطبيقات الذكية.

أكد الأمير عبدالعزيز على أهمية تقنيات الشبكات الذكية في تطوير قطاع الطاقة، حيث تدمج هذه التقنيات العدادات الذكية والعمليات المؤتمتة وأنظمة الاتصالات لتحسين إنتاج الكهرباء ونقلها وتوزيعها واستخدامها.

خطط طموحة لتطوير حلول تخزين الطاقة المتجددة

تناول الوزير تحديات دمج مصادر الطاقة المتجددة التي تتأثر بالظروف المناخية، مشددًا على أهمية أنظمة التخزين المتقدمة للطاقة. تخطط المملكة لزيادة سعة التخزين إلى 48 جيجاواط ساعة بحلول عام 2030، مقارنة بـ26 جيجاواط ساعة حاليًا.

تحسين كفاءة واستقرار الشبكة الكهربائية في المملكة

تملك السعودية أكبر شبكة وطنية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. تشمل الجهود الحالية توسيع شبكات النقل والتوزيع وتطوير أنظمة مرنة لتقليل الفاقد في الطاقة وتعزيز تبادل الطاقة. كما أنشأت المملكة أربعة مراكز تحكم إقليمية ومركزًا وطنيًا مجهزًا بأحدث التقنيات لضمان أمن وكفاءة الشبكة.

أبرز فعاليات مؤتمر الشبكات الذكية 2024 في الرياض

يستقطب المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام خبراء لمناقشة التحديات الرئيسية في دمج الطاقة المتجددة، كفاءة الطاقة، وتقنيات تخزين الطاقة المتقدمة. سيتم تقديم أكثر من 40 ورقة علمية تسلط الضوء على حلول مبتكرة في أنظمة الشبكات الذكية والاستدامة الرقمية.

كما تخلل الحدث افتتاح معرض للطاقة، توقيع اتفاقيات في قطاع الطاقة، وتكريم المشاركين في “هاكاثون الطاقة”، حيث قدم أكثر من 60 مبتكرًا حلولًا مبتكرة في مجالات تخزين الطاقة، الكفاءة، والاستدامة.

دور التحول الرقمي في تحقيق أهداف رؤية 2030

أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال المؤتمر على الدور الحاسم للتحول الرقمي الشامل في تحقيق أهداف رؤية 2030، مشيرًا إلى أهمية تحديث قطاع الطاقة وتحسين كفاءته وتشجيع الابتكار في التقنيات المستدامة.

تعزيز الشراكات لدعم مشاريع الطاقة المتقدمة

شدد الوزير على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تسريع تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة. وفر المؤتمر منصة لاستكشاف فرص الاستثمار، مع توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات محلية ودولية لدعم مشاريع التقنيات المتقدمة ومبادرات الطاقة المتجددة.

السعودية تثبت ريادتها في تحديث أنظمة الطاقة، مما يمهد الطريق نحو مستقبل مستدام ومتوافق مع أهداف رؤية 2030.

التوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة الذكية

خلال المؤتمر، تم تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الشبكات الكهربائية وزيادة كفاءتها. أوضح الوزير أن المملكة تعمل على دمج حلول الذكاء الاصطناعي في مراكز التحكم المتطورة لتحليل البيانات الضخمة وتقديم تنبؤات دقيقة تساعد في استقرار الشبكة وتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة.

تطوير شبكات طاقة أكثر استدامة

تناول المؤتمر خطط المملكة لتطوير شبكات طاقة ذكية تعتمد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. ويشمل ذلك تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات في مشاريع الهيدروجين الأخضر، بما يتماشى مع التوجهات العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية.

التعليم والتدريب لتعزيز القدرات المحلية

أكد المؤتمر على أهمية تطوير الكفاءات المحلية في قطاع الطاقة، حيث تم الإعلان عن برامج تدريبية وشراكات مع جامعات ومراكز بحثية لتعزيز المعرفة والمهارات التقنية اللازمة في مجال الشبكات الذكية والطاقة المتجددة.

تعزيز التعاون الإقليمي والدولي

شهد المؤتمر مشاركة وفود من أكثر من 30 دولة، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون الدولي في تطوير قطاع الطاقة. تم توقيع مذكرات تفاهم مع دول ومنظمات دولية لتعزيز تبادل الخبرات ودعم المشاريع المشتركة في مجال الطاقة الذكية والاستدامة.

مستقبل مشرق للطاقة في السعودية

يُظهر المؤتمر السعودي للشبكات الذكية 2024 رؤية المملكة الطموحة لتحويل قطاع الطاقة إلى نموذج عالمي يعتمد على الابتكار، الكفاءة، والاستدامة. مع استمرار الجهود نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، تواصل المملكة الاستثمار في تقنيات المستقبل لضمان ريادتها في مجال الطاقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تمضي المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة من خلال استثمارها في تقنيات الشبكات الذكية والطاقة المتجددة، مع التركيز على الاستدامة والتحول الرقمي. يشكل المؤتمر السعودي للشبكات الذكية منصة رئيسية لتبادل الأفكار والتعاون الدولي، مما يعزز مكانة المملكة كقوة رائدة في الابتكار والتنمية المستدامة. هذه الجهود ليست فقط خطوة نحو تحقيق رؤية 2030، بل أيضًا إرث مستدام للأجيال القادمة.