خدماتنا
في شركة باتك للاستشارات القانونية، رضا العملاء أساس نجاحنا.
في شركة باتك للاستشارات القانونية، رضا العملاء أساس نجاحنا.
تقدم باتك للاستشارات القانونية خبرة قانونية متخصصة في مختلف الصناعات لتلبية الاحتياجات الفريدة لعملائنا. التزامنا بالتميز في جميع القطاعات، نقدم حلولاً شاملة واستراتيجية لمساعدة عملك على الازدهار.
اختتم منتدى الأحساء 2025 أعماله وسط حضور كبير ومشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ الأحساء ورئيس اللجنة العليا للمنتدى. انعقد المنتدى تحت شعار “الأحساء.. اقتصاد مستدام” على مدار يومي 19 و20 فبراير 2025، حيث شهد سلسلة من الجلسات الحوارية والمناقشات المعمقة التي استعرضت سبل تعزيز التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات الاستراتيجية.
وقد ركز المنتدى هذا العام على تعزيز مكانة الأحساء كمركز اقتصادي واستثماري بارز، مستفيدًا من الإمكانات الضخمة التي تتمتع بها المنطقة سواء من حيث موقعها الجغرافي، أو مواردها الطبيعية، أو بنيتها التحتية المتنامية.
خلال فعاليات المنتدى، تم طرح العديد من المبادرات الاقتصادية والتنموية التي تهدف إلى تمكين المستثمرين المحليين والدوليين من الاستفادة من الفرص الواعدة في الأحساء، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز التنوع الاقتصادي ودعم الاستدامة في مختلف القطاعات.
أكد المنتدى في توصياته على ضرورة التركيز على تعزيز برامج التوطين وتوسيع الفرص الاستثمارية بما يخدم اقتصاد المنطقة ويخلق المزيد من الفرص الوظيفية، وفي هذا الإطار أوصى المنتدى بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية لإعداد خطة متكاملة تهدف إلى تطوير وتأهيل الشركات العاملة في الأحساء، وخاصة تلك المرتبطة بمشاريع حقل الجافورة، أحد أكبر مشاريع الغاز غير التقليدي في العالم. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الاعتماد على الكفاءات الوطنية ودعم المنشآت المحلية لزيادة قدرتها التنافسية في السوق.
كما شدد البيان الختامي للمنتدى، الذي ألقاه الدكتور إبراهيم بن أحمد آل الشيخ مبارك، أمين عام غرفة الأحساء ورئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى، على أهمية تشكيل فريق عمل مشترك يضم عددًا من الجهات الحكومية والاستثمارية، مثل غرفة الأحساء، وهيئة تطوير الأحساء، ووزارة الاستثمار، للعمل على إدراج الأحساء ضمن الحملات الترويجية الدولية لمبادرة “استثمر في السعودية”، وهي المبادرة الوطنية الرائدة التي تسعى إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للأعمال.
لم يغفل المنتدى أهمية القطاع السياحي كأحد المحركات الاقتصادية الرئيسية في الأحساء، حيث أوصى بوضع إستراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز المعالم السياحية والتراثية في المنطقة والترويج لها محليًا ودوليًا. وتضمنت التوصيات تطوير آليات التسويق السياحي بالتعاون مع الجهات المعنية، والاستفادة من التقنيات الحديثة والمنصات الرقمية في الترويج للمواقع الأثرية والطبيعية الفريدة التي تتمتع بها الأحساء.
كما شدد المنتدى على أهمية تنظيم الفعاليات والمهرجانات الموسمية التي باتت تشكل عامل جذب مهم للسياحة والاستثمار، حيث دعا إلى تطوير مهرجانات ناجحة مثل مهرجان تمور الأحساء المصنعة، الذي يعد من أبرز الفعاليات الاقتصادية التي تروج لصناعة التمور المحلية، ومعرض اللومي الحساوي، الذي يعكس التراث الزراعي المميز للمنطقة. وتهدف هذه الفعاليات إلى تحفيز الأنشطة التجارية والسياحية وجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الضيافة والترفيه، ما يسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة.
في إطار دعم القطاع الصناعي، شدد المنتدى على ضرورة العمل مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتطوير منظومة متكاملة للبحث والابتكار الصناعي، تسهم في تحفيز الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير المنتجات الوطنية، وكما أكد على أهمية التوسع في المدن الصناعية بالأحساء، بما يمكن المستثمرين من الوصول إلى بنية تحتية متطورة تدعم مشاريعهم الإنتاجية.
ولتعزيز ريادة الأعمال في القطاع الصناعي، أوصى المنتدى بإطلاق حاضنة صناعية متخصصة بالأحساء، بالشراكة بين وزارة الصناعة، الهيئة السعودية للمدن الصناعية (مدن)، وبرنامج ندلب، وذلك بهدف دعم الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر توفير البيئة المناسبة للنمو، وتمكين رواد الأعمال من تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة. ويعكس هذا التوجه حرص المنتدى على إيجاد بيئة أعمال داعمة للابتكار والتصنيع، تسهم في تعزيز التنافسية الاقتصادية وتوليد مزيد من الفرص الاستثمارية.
انطلاقًا من أهمية البنية التحتية في دعم التنمية الاقتصادية، أوصى المنتدى بضرورة التعاون مع الجهات المعنية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية لتطوير مناطق لوجستية متكاملة في الأحساء، بحيث يتم تحسين كفاءة سلاسل الإمداد والنقل التجاري، مما ينعكس إيجابًا على الأنشطة الاقتصادية المختلفة في المنطقة. كما تم التأكيد على أهمية تطوير نماذج عمل متخصصة لدعم الأنشطة الزراعية في واحة الأحساء، بهدف ضمان استدامة القطاع الزراعي ورفع مستوى الإنتاج المحلي.
وتمثل هذه التوصيات خطوة مهمة نحو تحويل الأحساء إلى مركز لوجستي متطور، يساهم في تعزيز موقعها كمحور رئيسي للتجارة والصناعة في المملكة، خاصة مع المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها لدعم البنية التحتية ورفع كفاءة النقل والتخزين.
شهد المنتدى إشادة واسعة بالجهود التي بُذلت لإنجاح هذا الحدث الاقتصادي الهام، حيث وجه البيان الختامي شكرًا خاصًا لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، على رعايته الكريمة للمنتدى، ولسمو محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر على دعمه المستمر لمبادرات التنمية والاستثمار في المنطقة.
كما تم توجيه الشكر إلى جميع الجهات الحكومية والخاصة التي ساهمت في إنجاح المنتدى، وإلى المتحدثين والخبراء والمشاركين الذين قدموا رؤى وأفكارًا متميزة ساعدت في وضع تصورات واضحة لمستقبل الاستثمار في الأحساء. وتم خلال الجلسة الختامية تكريم عدد من الجهات والشركات الرائدة التي ساهمت في دعم المنتدى ونجاحه، تقديرًا لجهودها في تعزيز التنمية الاقتصادية.
مع اختتام فعاليات منتدى الأحساء 2025، تبقى التوصيات التي خرج بها الحدث بمثابة خارطة طريق لمستقبل اقتصادي أكثر استدامة، حيث ستعمل الجهات المعنية على تنفيذ المبادرات والمقترحات التي طُرحت، لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية في دعم الاستثمار، وتعزيز القطاعات الحيوية، ودفع عجلة التنمية.
ويمثل المنتدى خطوة إضافية في مسيرة الأحساء نحو التحول إلى وجهة استثمارية واعدة، قادرة على استقطاب رؤوس الأموال والمواهب، وتوفير بيئة اقتصادية تنافسية تسهم في تحقيق تطلعات المملكة في إطار رؤية 2030، التي تستهدف تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار والاستدامة على كافة المستويات.